مافيا الأدوية تذل اللبنانيين
مافيا الأدوية تذل اللبنانيين

خاص - Wednesday, January 27, 2021 4:44:00 PM

 كتب : فؤاد سمعان فريجي

بعد ان استبد تجار المواد الغذائية والخضار وكافة مستلزمات الحاجات اليومية بالمواطن اللبناني، وخنقوه بالأسعار الخيالية، واخفوا بعض الأصناف واحتكورها، ليعودوا ويطرحوها للبيع باسعار جنونية عبر ازلامهم وعصاباتهم، التي تتفوق على عصابة "سينالوا" اشهر العصابات المكسيكية في العالم، لم يتوقع أحد أن نصل الى ما وصلنا اليه اليوم، خاصةً في عصر "كورونا" القاتل، حيث شمل الأحتكارأيضا  قطاع الأدوية!

عجوز تقف على باب صيدلية تتوسل الحصول على ظرفي اسبيرين وبنادول، وتقول "انا بحاجة لهم ولَم اعد استطيع تحمل الوجع ارجوكم !!! فيجيبها صاحب الصيدلية رافعا رقبته ويقول "مقطوع !!".

 لا يا استاذ مش مقطوع! مقطوع لأن بعض التجار والمستوردين يبيعون الأدوية في السوق السوداء للربح والطمع بالدولارات، وما يؤكد ذلك هو القاء القبض على عشرات "المافيات" التي تهرب الدواء الى العراق وسوريا عبر المعابر البرية، او عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ولائحة الأجهزة الأمنية تُبين الأرقام والأسماء لكبار المهربين!

وهنا لا بد من الأشارة إلى أن أصحاب مستودعات الدواء يلجؤون إلى إبتزاز الصيادلة وإستغلال الحاجة الى الأدوية، عبر إلزامهم بشراء كميات كبيرة من منتجات أخرى ليست ذي أهمية مطلقة، لقاء تسليمهم كميات من الدواء المطلوب .

وفي هذا الاطار، أكد نقيب الصيادلة غسان الأمين المعلومات التي سبق ذكرها في حديث لصحيفة "الأنباء"، قائلا: "إن هذه المعلومات صحيحة، فهناك شخصان يمتلكان مستودعين صغيرين لتوزيع الدواء، حاولا القيام بالعملية المذكورة".

ما يعني ان الدواء "مش مقطوع" كما يشاع! والمسؤولية في هذا الموضوع تقع على بعض المواطنين الذين لا يملكون "ثقافة المواطنة" وخزنوا في منازلهم ادوية تعادل كمية صيدلية بكاملها وأخرى ليسوا بحاجة إليها!

إذاً يجب اعتقال هؤلاء المحتكرين في كل القطاعات بدءاً من الدواء مروراً بالمواد الأستهلاكية اليومية والتشهير بهم امام الرأي العام، وفضح الملفت، في الوقت الذي لم يعتقل ولا تاجر رغم فظاعة ما يحدث.

وكي لا يصل المواطن اللبناني الى طريق الموت على مراحل، ويبقى تحت ديكتاتورية "كم تاجر" الحل هو ان يضع الجيش يده على كل المستودعات ويُدير عملية التوزيع، لأنه اثبت في كل المحطات انه "ام الصبي" الشريف الشفاف في عدالة المعاملة، وخاصةً ان موضوع الأدوية هو مسألة حياة او موت لكثر، فالناس يذوقون طعم الموت من شدة الألم.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني