في بطء عملية التلقيح ... سكاف: الوباء كالسيف إن لم تسبقه سبقك
في بطء عملية التلقيح ... سكاف: الوباء كالسيف إن لم تسبقه سبقك

أخبار البلد - Tuesday, February 23, 2021 12:01:00 PM

رئيس قسم جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت البروفيسور غسان سكاف

نعيش اليوم في لبنان حرباً حقيقية بين سرعة انتشار الوباء وسرعة التلقيح. فالوباء كالسيف إن لم تسبقه سبقك. لا يهم إن باشر لبنان مستشفى الشرق بالتلقيح متأخراً أكثر من شهرين عن دول العالم القريب.

والبعيد، بل الأهم هو سرعة التلقيح من أجل رفع إمكانية الفوز في حربه ضد الوباء وبعد هذا الفوز فقط يمكن تبرير إقامة الاستعراضات. للأمانة، نرى أن ما استخلصه مرصد الأزمة في الجامعة الاميركية بعد اسبوع من إطلاق عملية التلقيح، من أنه لم يحصل سوى ٢٥ الف شخص (0.52% من السكان المستهدفين) على اللقاح ما يعني أن لبنان لن يتمكن من الوصول الى مناعة مجتمعية قبل صيف 2025، فهذا أمر مثير للقلق إن استمرت الوتيرة البطيئة في عملية التلقيح.
إن البطء في عملية التلقيح سيؤدي حتماً الى خسارة المعركة ضد الوباء لأن المناعة المجتمعية التي سيحصدها لبنان بفضل مزيجٍ من تأثير اللقاح وتأثير الالتهاب الفيروسي لن تحصل قبل سنتين على الأقل بعد أن تفتك بمئات آلاف المصابين وآلاف الوفيات.
لقد بدأنا في لبنان منذ أسبوع بتأمين اللقاح للجيش الأبيض من أطباء وممرضين وعاملين صحيين، ولكن الواجب يستدعينا أيضاً لحماية الجيش الأخضر من جيش وقوى أمنية، والذي، بحكم ما تتطلبه مهماته، يكسر مجبراً الأنظمة الوقائية المعروفة من الكمامة الى غسيل اليدين والتباعد الاجتماعي ومنع التجمعات في الأماكن المغلقة، وذلك باستحضار اللقاحات السريعة لهذا الجيش الأخضر . وفي الإطار نفسه، على السلطة تأمين اللقاحات للسجون والمخيمات الفلسطينية والسورية التي تشكل بؤرة حاضنة للوباء، كما أنه من واجباتها وضع آلية تطبيقية للسماح للقطاع الخاص باستيراد اللقاحات مع الأخذ بالشروط العلمية واللوجستية التي تضعها وزارة الصحة، والقيام بحملة توعية لتحفيز المواطنين على تلقي اللقاح.
إن التأخير في عملية التلقيح سيؤدي الى تحورات سريعة للفيروس ما سيدفع الشركات العالمية الى إنتاج لقاحات جديدة تواكب هذه التحورات . هذا التأخير سيعزل لبنان في السنوات المقبلة عن باقي الدول التي انتهت من تلقيح مواطنيها ما سيمنع اللبنانيين غير الملقحين من السفر والتضييق عليهم ووضعهم تحت الرقابة المشددة، ما سيؤدي لاحقاً الى تفعيل ما سيسمى "جواز سفر كورونا" أو "فيزا كورونا" للسماح لهم بالسفر.
علينا كلبنانيين وبسرعةٍ قصوى أن نمنح أنفسنا ومجتمعنا فرصة وقائية من فيروس قاتل يفتك بنا قبل فوات الأوان.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني