عندما دخل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى شارع الجميزة تهافت إليه اللبنانيون وأسمعوه وجعهم.
قبّل رؤوسهم وسمع منهم صرخة عالية شتموا فيها السياسيين، نزع كمّامته للتعبير عن وجعه وأسفه، دمعت عيناه واغرورقت بالدموع .

نزل بين الناس.. وزعماء لبنان لم يتجرأوا الى النزول بين السكان المنكوبين والمدفونين تحت الأنقاض. يتخبطون بعجزهم وقلة وعيهم لترك 2750 طنا من الامونيوم في وسط بيروت، وقال له ماكرون ان لبنان فيه فساد وبات يجب تغيير النظام وبدء عهد جديد.

هذه العبارة كان وقعها كبير جدا على جميع السياسيين في لبنان. اهتزت عروشهم... لأن فرنسا ليست الصين في لبنان وليست اليابان، بل فرنسا ترعى لبنان منذ عشرات السنوات وهي من أسّس النظام اللبناني ووضع لنا دستور الجمهورية الثالثة، وبات يجب ان ننتقل كما فرنسا الى الجمهورية الخامسة.

ماكرون قالها علنا على وقع الصراخ بعبارات "ثورة ثورة" وأبعد العسكر بالقوة لسماع الصوت: "انا لست هنا لدعم النظام والدولة وسأطلق مبادرة سياسية جديدة في لبنان". هذه المبادرة سيطلقها بعد ظهر اليوم بعد انتهاء كل لقاءاته السياسية، واما ان يفهم الجميع الرسالة وينطلق التغيير في لبنان واما ان ندير ظهرنا ونموت جميعنا إما بالانفجارات أو من الجوع والذل.

ماكرون نزل الى الشارع وهو يعرف اين نزل في وسط المنطقة المسيحية في الاشرفية، ووضع رجليه على الارض اللبنانية ليقول "انا نزلت الى الارض في لبنان" والنزول الفرنسي هكذا ليس بنزهة ابدا... ومن له اذنان سامعتان فليسمع.